الجائحة ونتنياهو والدول العربية

الجائحة ونتنياهو والدول العربية

  • الجائحة ونتنياهو والدول العربية

اخرى قبل 4 سنة

الجائحة ونتنياهو والدول العربية

بكر أبوبكر

 

لطالما روّج رئيس الوزراء الإسرائيلي العنصري الكارِه للعرب لأطروحته البائسة القائلة بتحسن علاقات حكومته الاحتلالية مع معظم الدول العربية كما يدعي!

 بل اعتبر هذه العلاقات "الوثيقة" من الإنجازات الممكن الاستناد لها في اعادة انتخابه ملكًا على "إسرائيل"، لتأتي جائحة الفيروس التاجي "كورونا" وتثبت كذب ادعاءاته المختلفة، وانعزاله العنصري المقيت في محيطه الخرافي التوراتي الضيق.

تواصل حكومة "نتنياهو" العنصرية والاستعمارية الانتهاكات عبر جيشها وعصابات المستعمرين لفلسطين والأرض والشعب الفلسطيني، وبنيّة استغلال الجائحة للاستيلاء على الضفة الغربية بضمّها أو أجزاء منها ضمن صفقته مع "ترامب" كما تتحاور كتلتي اليمين 1 و2 التي تحكم دولة الكيان اليوم، وذلك في غفلة من الزمن وانشغال البشرية بالفيروس العالمي.

"ترامب" العاجز أمام الجائحة، ذاك المهرج، كما يصفه البعض من معارضيه في بلاده، الذي تهكّم على الفلسطينيين فترة عرضه لورقة "الإزدهار" البائس والمزعوم "للفلسطينيين" هكذا بلا تعريف للفلسطينيين كشعب، وما أسماه "الشعب اليهودي" وبأموال يسرقها من جيوب العرب، تهكّم  ذات الشخص أيضا على الجائحة التاجية التي عصفت بالعالم ليُصدم بقوتها كما صُدم بقول ]لا[ مرارًا وتكرارا من الشعب الفلسطيني الأبيّ والعربي وقيادته وعلى رأسها الأخ أبومازن.

"نتنياهو" صديق "ترمب" الحميم الذي قال لمرات كثيرة أنه على تعاون علني وسرّي مع دولنا العربية ضد عدو مشترك-أدعى أن هذا العدو هو إيران- يفشل اليوم بجدارة لا تخطئها العين كما هي انتهاكاته اليومية في فلسطين.

ويسقط "نتنياهو" -كما سقط صديقه- الى ذلك  في امتحان الفيروس التاجي "كورونا"، حيث تكتب صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) الإسرائيلية يوم 23مارس 2020 التالي:

"قبل تفشي الوباء، تحدث نتنياهو بحماس عن تعميق العلاقات بين "إسرائيل" والعالم العربي، وقال مرة تلو الأخرى أنه نظرا لوجود عدو مشترك متمثل بإيران الشيعية والتطرف السني، ومصالح مشتركة في الابتكار والتقانة (التكنولوجيا) الإسرائيلية، فإن جميع الدول العربية تقريبا تواقة للعمل مع "إسرائيل"، ولكن لسبب ما، لم تثبت الأزمة الحالية أنها أرض خصبة لتقوية هذه العلاقات."

إن الانعزال العالمي الاضطراري الذي حدث، والإغلاقات والخوف والتوجسات والدموع، والانكماش الذاتي الذي أصاب معظم الشعوب لسبب فيروس كورونا لم يلغِ فكرة التضامن الجماعي والانساني التي ظهرت لدى شعوب كثير من الدول، باستثناء كل من الحكم الأمريكي الذي مارس القرصنة عامة ومنها للكمامات واجهزة التنفس، والحكم الاحتلالي الصهيوني الذي يعلم العالم معنى العنصرية والقرصنة.

في الوقت الذي ازدادات مركزية واستبداد بعض الدول، وعنصريتها مستغلة الجائحة، وبالنسبة للاحتلال استغلالها بالتضييق المستمر على الفلسطينيين، وما رافق ذلك من ممارسات القرصنة كما ظهر جليا من قبل أمريكا ضد كل حلفائها فإن أكاذيب نتنياهو -لحسن الحظ- قد ظهرت جلية في ظل هذه الجائحة باتجاه الدول العربية التي من المتوجب أن تعي وتدرك أنه ليس لها إلا أهلها وأمتها وأن من يتغطي بعدوّه فعورته أبدًا مكشوفة.

 

التعليقات على خبر: الجائحة ونتنياهو والدول العربية

حمل التطبيق الأن